افتتاحية الإصدار الثاني تشرين الثاني 2018

حول العدالة المكانية

مركز المواطنة المتساوية

يثير موضوع إعادة الإعمار في سورية، والذي يحظى حالياً باهتمام كبير في الأروقة السّياسية، الكثير من النّقاشات والتّساؤلات بين السّوريين، خصوصاً  لجهة اهتمام واضعي السّياسات بالمواطن السّوري نفسه، والذي من المفروض أن يكون على رأس أوليات خطط إعادة الإعمار هذه.

وكما يبدو جلّياً، فإنّ الحرب التي مرّت بها البلاد لم تُدمّر البنية التّحتية من خدمات الأبنية، والمدارس، والأفران، والمصانع، والمستشفيات فحسب، بل أيضاً أضعفت البنية القانونية والتّشريعية المتأخرة أصلاً.

من ضرورة أخذ هذين العاملين بعين الاعتبار، تأتي أهمية نقاش موضوع العدالة المكانية في سورية من قبل مركز المواطنة المتساوية، فهناك تحقيق صحفي عن تأثير  اللا مساواة والظّلم المكانيين على مجموعة من النّساء السّوريات قام به الصّحفي الأستاذ عمران أبو محسن، وتتطرّق المحامية الأستاذة شام الميداني إلى غياب الذاكرة المكانية عند السّوريين بسبب تضاؤل مساحاتهم، وتالياً حريتهم وخياراتهم في التّمتع بهذه المساحات. فيما تنقلنا المهندسة المعمارية يارا الحسواني إلى استعراض تطوّر المفهوم، مفهوم العدالة المكانية، من خلال المقاربة بين القانون والمكان، كما تستعرض المهندسة المعمارية ليال الحدّاد تجربة العمارة الذّاتية وحركة الكاستور في فرنسا بعد الحرب العالمية الثّانية، وأخيراً يناقش المحامي الأستاذ عارف الشعّال التّناقض بين تشريعين سوريين يختصّان بالتخطيط الحضري.

نستطيع أن نزعم أنّنا أوّل من تصدّى لهذا الموضوع على مستوى سورية.عبر مركز المواطنة المتساوية، ومقصدنا ليس ادعاء السبق بقدر ما هو فتح نقاش سوري مثمر حول موضوع لم يأخذ حقّه في النّقاش بعد رغم أهميته.